ـ(78)ـ إقامة شعائرهم الدينية وتصادر حريتهم الدينية، وتسلب الأمن من نفوسهم، فإن عنوان دار الإسلام في مثل هذه الظروف سوف يرفع عن المنطقة المعينة، لا محالة. ويستبين هذا الموضوع من خلال الموازنة بين أوضاع بعض البلدان من قبيل روسيا المعاصرة، وأسبانيا الأمس، وأوضاع بلدان أخرى كالهند ولبنان. وأما الحالة الثالثة أيضاً فلا ريب في صدق عنوان دار الإسلام والوطن الإسلامي عليها. وبالنظر إلى ما قيل في الحالة الأولى، فلا حاجة إلى التوضيح هنا. وبناء على ما مر بنا من حديث، يستبين جيدا وضع بعض الدول مثل: تركيا التي نكبت عن الصراط بتركها الإسلام، أو بعض الأقطار الإسلامية المعاصرة التي لا تتمسك حكوماتها بالقوانين الإسلامية عملياً. يشمل نطاق الوطن الإسلامي من حيث النفوذ السياسي ممتلكات الحكومة الإسلامية لكها، والمناطق التي يستقل المسلمون في تملكها وهي خارجة عن هيمنة السياسة الأجنبية. وتتولى الحكومة الإسلامية المحافظة على المناطق المذكورة وحراستها في مقابل التدخلات والاعتداءات الخارجية. ولابد ان تتحدد الممتلكات سواء بالوسائل الاصطناعية أو الطبيعية. من الضروري ان نستعرض الحقول التالية وذلك لكي يستبين الموضوع أكثر: 1 ـ طبيعة الممتلكات العائدة للحكومة الإسلامية. 2 ـ حدود الممتلكات العائدة للحكومة الإسلامية (الأراضي الأصلية ـ والمحلقة ـ والأراضي التي تحت الوصاية). 3 ـ الحدود والمرابطة من منظار القانون الإسلامي. لاريب ان الأرض تعتبر من الضروريات الأولية لحياة الإنسان. وهذا