ـ(68)ـ على الرغم من أن هذه النظرية في مبناها تماثل النظرية الثانية تماماً، إلا ان ميزتها لافتة للنظر أكثر من حيث ان أنصار هذه النظرية اقروا بقانون الجهاد في الإسلام في بُعده الدفاعي فحسب، وهكذا حاولوا التوفيق بين نظرية الفقهاء ونظرية المتخصصين في القانون الدولي المتوكئة على وحدة العالم، على ان الحرب حالة عرضية ومؤقتة في المجتمع البشري الكبير، وان المجتمع البشري يتوحد بإزالة الحرب. يحلل مؤلف كتاب «آثار الحرب» وهو من أنصار هذه النظرية، (دار الإسلام ) والوطن الإسلامي كالآتي: «تضم دار الإسلام جميع الأقاليم الإسلامية الفسيحة والبعيدة. فلا ينطبق الوطن بالحدود الجغرافية والسياسية المتداولة بين دول العالم هذا اليوم على الوطن الإسلامي، إذ ان الوطن الإسلامي يتسع باتساع رقعة العقيدة الإسلامية ومن هذا المنطلق، فهو يشبه أكثر أمرا معنونا كالإيمان، والعقيدة. ورعايا دار الإسلام هم المسلمون وغير المسلمين من الذميين والمستأمنين، وهكذا فالمسلمون والذميون كشعب واحد لدار الإسلام، إلا ان الذميين لا يعتبرون جزءا من الأمة الإسلامية. فالإسلام من حيث كونه عقيدة يعتبر المسلمين جميعاً اخوة في العقيدة، ومن حيث العقد الثنائي يعتبر المسلمين وحلفاءهم شعبا سياسيا واحدا»(1). 6 ـ ثمة نقطة كان الاهتمام بها قليلاً في النظريات المتقدمة وهي اننا ينبغي ان لا نعتبر مفهوم دار الإسلام أو الوطن الإسلامي في هذه الدراسة مفهوماً ثابتاً _____________________________________ 1 ـ «آثار الحرب»: 177 ـ 180.