ـ(65)ـ عنوان بلاد الإسلام ودار الإسلام وأحكامها باستيلاء الأعداء والأجانب وسيطرتهم، ومهما تأخر زمنياً فإن مسألة وجوب الدفاع أمام الانتهاكات السابقة والحالية تبقى نافذة(1). اذن، سيشمل العالم الإسلامي شبه الجزيرة العربية والبلاد المفتوحة من قبل المسلمين. وكذلك البلاد التي خضعت لسيادة الإسلام وقوانينه، وطبقت فيها النظم الإسلامية. وفي ضوء هذه النظرية فإن (دار الحرب) هي البلاد التي لم تطبق فيها الأحكام الدينية والسياسية للإسلام، وهي خارجة عن نطاق النفوذ الإسلامي. 2 ـ وفقاً لهذه النظرية، فإن الفارق الجوهري بين العالمين المذكورين هو وجود الحكومة ونفوذ الأحكام. فعندما تكون الحكومة والأحكام النافذة الإسلامية، فإن العالم المذكور يعرف على انه دار الإسلام، وعندما تكون غير إسلامية، فانه يعتبر (دار الحرب). وهكذا فإن البلد الواحد يمكن أن يكون جزءاً من دار الإسلام في يوم من الأيام، ويمكن ان ينضم إلى دار الحرب في يوم آخر بسبب سيطرة النظم غير الإسلامية، وزوال الشعائر والأحكام الإسلامية. يزعم أنصار هذه النظرية أن ظهور الإسلام يتحقق بظهور أحكامه وشعائره، فإذا مازالت هذه الأحكام والشعائر في بلد، فلا يعد يعرف بدار الإسلام، وسيفقد عنوانه الأصلي(2). 3 ـ ترى هذه النظرية ان أساس الاختلاف بين العالمين (الدارين) في وجود _____________________________________ 1 ـ راجع تفسير المنار 10: 316، ومقدمة ابن خلدون 165. 2 ـ آثار الحرب 171.