ـ(45)ـ تحده»... «ومن السهل تطبيق النظريات الإسلامية اليوم، ولكن تطبيقها يقتضي من كل دولة إسلامية ان تعتبر نفسها ممثلة للإسلام في جميع بقاع العالم لا في داخل حدودها فقط، فمثلا إذا أردنا أن نطبق نظرية أبي حنيفة في مصر فإننا نعاقب أولا من يرتكب جريمة داخل حدود البلاد المصرية مسلما كان الجاني أو ذميا، مصريا أو شاميا أو عراقيا أو فلسطينيا أو فارسيا وهكذا؛ لأن كل فرد من رعايا أي دولة إسلامية لا يعتبر أجنبيا بالنسبة لأية دولة إسلامية أخرى؛ ولأن بلاد السلام كلها دار واحدة تحكمها شريعة واحدة، ونعاقب ثانيا كل هؤلاء على أية جريمة يرتكبونها في أي بلد إسلامي آخر سواء كانوا يقيمون في مصر إقامة دائمة أو إقامة مؤقتة، بشرط ان لا يكونوا قد عوقبوا على هذه الجريمة في محل ارتكابها أو في أي بلد إسلامي آخر»... ونحن نرى انه إذا كان تعميم صفة دار الحرب على جميع البلاد غير الإسلامية يؤدي إلى نتائج غير مقبولة، إن تعميم صفة دار الإسلام على جميع الأقطار التي تسكنها أغلبية مسلمة هو أمر لا يتفق مع واقع عصرنا حيث ان اغلب دولنا لا تلتزم بتطبيق الشريعة.. وليس بصحيح قولـه ان إقليم كل دولة من دولنا المعاصرة يعتبر جزءا من دار الإسلام وان من يرتكب فعلا تعاقب عليه الشريعة على أي إقليم من أقاليم هذه الدولة العصرية التي يعتبرها إسلامية تطبق عليه أحكام شريعتنا ولا أنه يجب على أي دولة إسلامية أخرى تطبق الشريعة الإسلامية ان تطبق العقوبة المقررة في الشريعة على كل مواطني تلك الدول على الجرائم التي يرتكبونها على إقليم أية واحدة منها، حتى ولو كانوا قد حوكموا في بلادهم أو في أي بلد آخر، لكن طبقت عليهم عقوبات وضعية غير التي تقررها الشريعة