ـ(37)ـ ومصالحه، دون التزام بعقيدة سماوية ولا مبادئ ثابتة... وها نحن الآن نرى (النظام العالمي) ومن يسيطرون عليه يستغلون ما يسمونه حقوق الإنسان لتنفيذ خططه في هيمنة القوى الكبرى المعادية لنا التي تعتبر هدفها هو إخضاع شعوبنا واستغلالها بل وإبادة بعضها كلما كان ذلك ممكنا... ونحن مسؤولون عن ذلك إلى حد كبير؛ لأننا تجاهلنا مبادئ شريعتنا في حقوق الإنسان وحرية الشعوب، وقصرنا في استنباط أحكام العلاقات السلمية والإنسانية بيننا وبين غيرنا واكتفينا بعلاقاتنا بدار الحرب حتى اصبح كثيرون يعتبرون جميع البلاد الأجنبية هي دار حرب وجميع الأجانب (حربيون) ونسينا المعاهدين الذين هم الآن جميع شعوب العالم... ان عالمية الإسلام وشريعته هي أساس الأحكام التي تنظم العلاقات بين أمة الإسلام وباقي أمم العالم وبين المسلمين «كأفراد وشعوب» مع غيرهم في حالة السلم.. وأصبح هذا يدخل حاليا في نطاق العلاقات الدولية التي ينظمها ما يسمى بالقانون الدولي... ___ وفي دراستنا لكتب الفقه لاحظنا ان بعض الأحكام الفرعية الفقهية تحتاج إلى تجديد ومراجعة لكي نواجه بها التطورات العالمية ونمو العلاقات بين الأمم والشعوب بسبب سهولة المواصلات وسرعة الاتصالات بين الأفراد في مختلف الدولة والقارات، وبين الشعوب والأمم كذلك حتى أصبح الآن يقال إن العالم اصبح قرية واحدة وكل من فيه أفراد متضامنون.. ان هذا الواقع الجيد يحتاج منا إلى مواجهته بأحكام جديدة، يفرضها علينا مبدأ عالمية الإسلام، وما تفرضه علينا شريعتنا من التعارف والتعاون وتبادل