ـ(35)ـ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ تمهيد: إن كل ما نقدمه من آراء أو نستنبطه من أحكام لابد أن يكون لـه دليل من نصوص القرآن أو السنة المطهرة التي تقرر مبادئ أساسية منها «عالمية الإسلام»... والنص الذي نبدأ به هو قوله عزّ وجل ?وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ? وقوله عز وجل ?وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً?، أي أن أمة الإسلام هي أوسط الأمم، وإذا كان لهذه الوسطية تفسيرات عديدة، فإنها كلها تفترض وجود أمم أخرى في العالم لابد أن نحدد موقف أمتنا منها، وعلاقتها بها على ضوء هذه المبادئ... معنى ذلك أن أمتنا هي إحدى الأمم في العالم، وصبغة العالمية إذا نسبت إليها فمعنى ذلك أن لها دوراً (منفصلاً) أو (معتدلا) أو (متوسطا) في العالم وليس لأنها ستضم العالم كله، أما الإسلام فهو عالمي بمعنى أنه يخاطب العالم كله