ـ(31)ـ لم تكن إرادة منفصلة عن هذه المسيرة التكاملية، وإنّما هي إرادة حكيمة ترتبط بالسنن والنظام الكوني في مسيرة الإنسان. ويمكن ان نرى معالم هذا الخلود في العناصر والأسس التي اعتمدتها الرسالة الإسلامية، والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بقانون التكامل والتطور، وهذه العناصر هي: 1 ـ العقل الإنساني وإعطائه قيمة عالية في الخطاب والمسؤولية والقدرة على الوصول إلى الحقيقة وتحمل مسؤوليتها. 2 ـ تلبية الحاجات الإنسانية بصورة متوازنة بين الثابت منها والمتغير، بحيث تبقى فرصة التطور والتكامل قائمة في الجانب المتغير والمتحرك منها. 3 ـ منح العلم والمعرفة في الكون والحياة وأساليب الحياة الاجتماعية، وفي المبدأ والمعاد، قيمة حقيقية تجعله طريقاً إلى الله تعالى، والى التكامل في حركة الإنسان. 4 ـ صياغة الأمة الواحدة الوسط، والتي تكون شاهدة على الناس والمسؤولة عن حفظ الرسالة وبقائها، وقد اعتمدت هذه الصياغة على عناصر: العقيدة، والمساواة الإنسانية، والعلاقات الأخوية الإيمانية (الولاء) والشعائر العبادية، والمسؤولية الاجتماعية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله. 5 ـ النظام السياسي الذي يقوم بدور المحافظة على الرسالة، وحراستها والدفاع عنها وإبلاغها ودور التزكية والتطهير، والسير في طريق التكامل ودور التعليم والتطوير. إن هذه العناصر الخمسة مجتمعة، هي التي تُعبّر عن خلود الرسالة الإسلامية، وهي في الوقت نفسه تفتح الطريق أمامنا في الوصول بهذا الخلود إلى غاياته