ـ(20)ـ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ? ـ النور: 55. ?وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأرض يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ? ـ الأنبياء: 105. فالدولة الإسلامية امتازت: أولاً: بأنها كانت امتداد خارجي تطبيقي للرسالة، عاصر وجود الرسالة وارتبط بتطبيقاتها. ثانياً: أنها جسّدت العالمية في حركتها، حيث كانت الدولة باتجاه العالمية في زمن الرسول، من خلال دعوة القوى السياسية العالمية للدخول في الإسلام، في رسائل النبي صلى الله عليه وآله، ومعارك مؤته وتبوك، وبعثة إسامة بن زيد، ثم الامتداد في التوسع والانتشار الإسلامي في عصر الخلفاء الراشدين. ثالثاً: ان الدولة الإسلامية كان لها الدور الأساس فيما نراه من وحدة الأمة الإسلامية في مقوماتها الأساسية، وذلك بالرغم من تعرض الدولة الإسلامية إلى مشكلات التجزئة والانقسام، والاختلاف في تاريخها. رابعاً: ان العالمية في الدولة الإسلامية ليست مجرد هدف تسعى إليه الرسالة، بل هو حقيقة قائمة في تاريخها، وفي حركتها وتكاملها المستقبلي، إذ لابد لهذه الوحدة من أن تتحقق في نهاية المطاف وتكون كاملة أفقياً وعمودياً وجغرافياً، وفي المضمون والمحتوى. وهنا لابد ان أشير إلى أن دور الدولة والإمامة في منظار أهل البيت عليهم السلام وموقفهم الخاص منها، وفي النظرية الإسلامية بصورة عامة، يمنح هذا