ـ(518) ـ (وهبطت على درج السُّلّم يتبعني سائر الضبّاط والجنود شاهرين سيوفهم، حتى وصلنا آخر الدرج فإذا بنا في غرفة كبيرة مربعة هي عندهم قاعة المحكمة في وسطها عمود من الرخام به حلقة حديدية ضخمة رُبطت بها سلاسل كانت الفرائس تقيد بها رهن المحكمة... ثم توجهنا إلى غرفة آلات التعذيب وتمزيق الأجساد البشرية، وقد رأيت فيها ما يستفز نفسي ويدعوني إلى التقزّز ما حييت رأينا غرفاً صغيرة في حجم جسم الإنسان بعضها عمودي وبعضها أفقي فيبقى سجين العمودية واقفاً على رجليه مدة سجنه حتى يُقضي عليه، ويبقى سجين الأفقية ممّدداً حتى يموت، وتبقى الجثة في السجن الضيق حتى تبكي ويتساقط اللحم عن العظم. وقد عثرنا على عدة هياكل بشرية ما زالت في أغلالها سجينة، والسجناء كانوا رجالاً ونساءاً تختلف أعمارهم بين الرابعة عشرة والسبعين. واستطعنا فكاك بعض السجناء الأحياء وتحطيم أغلالهم وهم على آخر رمق من الحياة، وكان فيهم من جنّ لكثرة ما لاقى من عذاب، وكان السجناء عراة زيادة في النكاية بهم حتى اضطر جنودنا أن يخلعوا أرديتهم ويستروا بها لفيفا من النساء السجينات... عثرنا على آلات لتكسير العظام وسحق الجسم، وكانوا يبدؤون بسحق عظام الأرجل ثم عظام الصدر والرأس واليدين وذلك كله على سبيل التدرج، حتى تأتى الآلة على البدن المهشّم فيخرج من الجانب الآخر كتلة واحدة، وعثرنا على صندوق في حجم رأس الإنسان تماماً يوضع فيه الرأس المعذّب يُربط صاحبه بالسلاسل من يديه ورجليه فلا يقوى على حركة وتقطّر على الرأس من ثقب في أعلى الصندوق نقط، الماء البارد فتقع على رأسه بانتظام، في كل دقيقة نقطة وقد جُنَّ الكثيرون من ذلك اللون من التعذيب قبل أن يحملوا به على الاعتراف، ويبقى المعذّب على حاله تلك حتى يموت. وعثرنا على آلة ثالثة للتعذيب تُسمى بالسيدة الجميلة وهي عبارة عن تابوت تنام فيه صورة فتاة جميلة مصنوعة على هيئة الاستعداد لعناق من ينام