ـ(504)ـ تسير البشرية اليوم في خطى مُسرعة نحو وادي سحيق جرّاء سوء اختيارها، ونبذها للقيم الإنسانية والمعتقدات الدينية وتمسّكها بالقوانين الوضعية التي تتيح للناس كل نوع من أنواع الفساد والرذيلة والبغي والحكم بما لم يُنزل الله به سلطاناً، وحتى الدول الاسلامية وذات الأكثرية المسلمة لم تنج من هذا الداء الوبيل، فنرى في معظمها دور الفساد واللهو والرذيلة حيثما حطّت قدماك كل هذا في سبيل انتزاع ما تبقى لدى الناس من ذرة ضمير أو شرف أو غيرة، وثمت شعار الحرية وشعار (ما لله لله وما لقيصر لقيصر) انشأوا دور الرذيلة تلك، وقالوا لن نجبر أحداً على ارتيادها فمن رغب فيها فليأتها ومن رغب عنها فليأتي المسجد ولا نمانع، فكر واضح، فأصبح من يرتاد المسجد موضع شك وارتياب من قبل السلطة، وتنظر إليه نظرة الإرهابي والأصولي المتعنّت والمتشدّد والمتدين المتطرف والمتهم الذي يجب أن يثبت براءته وكثيراً ما يُساق أصحاب المساجد إلى طوامير السجون الرهيبة حيث فنون التعذيب النفسي والجسدي في انتظارهم. وهذه الحالة مما يؤسف لها أن تحدث في بعض الدول الاسلامية، حيث الحاكم فرد من أفراد البلد الذي يتسلّط عليه وحَريٌّ به أن يحكم بني جنسه بالعدل والمعروف ويكون لهم بمثابة الأب الرفيق والأخ الحنون ورحم الله الامام السيد روح الله الخميني قائد الثورة الاسلامية في ايران حيث قال: (من الأفضل أن تسمونني خادماً بدلاً من أن تسمونني قائداً). أيّة إنسانية وتواضع جم هذا الذي تتصف به ياسليل النبوة والولاية وأنت بحق قائد المستضعفين والمسلمين أينما كانوا، أنت الذي حطّمت أبّهة الشرق والغرب وقذفت بالشاه اللعين إلى نار جهنم، ومرة أخرى قال السيد الإمام الخميني رحمه الله أثناء الحرب الاستكبارية الغادرة التي شُنت ضد إيران، قال في إشارة إلى فتىً في الثالثة