ـ(436)ـ شياطينهم عن منهجه القويم، فلوثوا الآدمية، ودنسوا الإنسانية، ولجوا في الحياة البهيمية، فلا عدل ولا مساواة، حتى قامت الصراعات والحروب، وتوالت الويلات والخطوب، وأظلمت المسالك والدروب، ولم يعد أحد يأمن على عرضه أو أرضه، أو ماله أو عياله، أو خيراته أو مقدساته. وتحولت الأرض إلى غابة للأقوياء، وسحقت فيها إنسانية الضعفاء، واستشرى الظلم في انحائها صباح مساء، وتحقق فيها قول العليم الخبير: ?ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ?(الروم41). ? ليت هؤلاء يلوذون بحمى الإسلام، كما لاذ به العقلاء والمخلصون، فيسعدوا كما سعد الأولون، ويحظوا بالأمن الذي ينشدون، ويتحقق فيهم قول رب العالمين: ?وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ? (النور 55). وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.