ـ(397)ـ وصدق الشاعر حين قال: «أخلاقنا نحيا بهن معززين مكرمين على الزمان طويلا وإذا أصيب الناس في أخلاقهم فأقم عليهم مأتما وعويلا» وقد شخص الشيخ محمد الغزالي ـ رحمه الله ـ ذلك بقوله: «وسط نماذج لا حصر لها من الضلال والغفلة، اخذ الإسلام رويدا رويدا ينشر اشعته. فأخرج أمة من الظلام إلى النور، بل جعلها مصباحا وهاجا يضيء ويهدي. والدروس التي أحدثت هذا التحول الخطير، والتي رفعت شعوبا وقبائل من السفوح إلى القمم، ليست دواء موقوتا أو مخصوصا، بل هي علاج أصيل لطبيعة الإنسان إذا التاثت، وستظل ما بقي الإنسان وبقيت الحياة، تكرم الإنسان وتجدد الحياة». (محمد الغزالي ـ فقه السيرة ـ ص 24). 7 ـ إرساء الفضائل، ومحاربة الرذائل، من أولويات عمل الدعاة في الإسلام: ومن مظاهر السمت الإنساني الشمولي للإسلام؛ انه وضع الحلول لكل المعضلات، التي قد تواجه الناس في حياتهم الطويلة، ومجتمعاتهم المتعددة فقد اقتضت حكمة الله ـ جل شأنه ـ ان يختم الرسل بسيد الخلق رسول الله محمد بن عبدالله ـ صلى الله عليه وآله ـ ، فأوحى إليه وأنزل عليه منهجا تتكفل تشريعاته السمحة الشاملة، بمعالجة مشكلات الناس معالجة كاملة، بحلول تصف الدواء لكل داء. وقنن الإسلام هذه الحلول في قنوات أساسية خالدة على مر الزمان. وأمر الناس بالاحتكام إليها والاعتماد عليها ليسعدوا ويسودوا. ورأس هذه القنوات كتاب الله الكريم، وما فيه من تشريع حكيم. قال عنه الذي أنزله بالحق ـ سبحانه و