ـ(368)ـ لهم على أعدائهم، ففي الصدر الأول للإسلام، وفي عهد الخلفاء الراشدين خصوصاً، بعث أهل الذمة مع جميع مدن الشام رجالاً من قبلهم يتجسسون أخبار أعداء المسلمين، وما يخططون لـه للكيد من الإسلام وأهله وفاء منهم لحسن السيرة التي تلقوها من المسلمين(1). ورحب قبط مصر بالمسلمين لإنقاذهم من ظلم حكوماتهم(2). ولازال أهل الأديان يعيشون بأمن وسلام في ربوع الإسلام وفي ظل تعاليمه السمحة، لا يعانون ظلما ولا اضطهادا، فكراماتهم مصونة وحرياتهم قائمة حتى في ظل الحكومات الجائرة التي تتبنى الإسلام دستوراً لدولتها. وتنعم أهل الأديان في ظل تجربة الجمهورية الإسلامية في إيران بالأمن والاطمئنان على أرواحهم وأملاكهم وأعراضهم وحرياتهم، وكان قادة الجمهورية الإسلامية قد جسدوا قيم الإسلام في التعامل معهم، فكان لهم ممثلون في مجلس الشورى، ولهم حق الاشتراك في الانتخابات، ولهم حق العمل في جميع مرافق الدولة، وكان لكثير من المسؤولين زيارات ميدانية لهم في كنائسهم وبيعهم وأماكن عباداتهم، ولهم حضور فعال في مهرجاناتهم ومجالسهم التي تنعقد على مدار السنة. _________________________ 1 ـ الخراج: 139. 2 ـ الدعوة إلى الإسلام: 123.