ـ(367)ـ الإمام جعفر الصادق ـ عليه السلام ـ : قولوا: يرحمك الله، فقالوا لـه: انه نصراني ! فقال: لا يهديه الله حتى يرحمه(1). وعن عبد الرحمن بن الحجاج قال: قلت لأبي الحسن موسى ـ عليه السلام ـ : ارأيت ان احتجت إلى الطبيب وهو نصراني ان اسلم عليه وادعوا لـه ؟ قال: نعم(2). وقد أباح الفقهاء مشاركة أهل الذمة في الأعمال والممارسات الاجتماعية وغيرها، فلم ير الإمام أحمد بن حنبل بأساً في خروجهم مع المسلمين للاستسقاء طلباً للرحمة الشاملة(3). ولم ير بأسا في ان يكون المسلم أجيراً لهم(4). وأوجب على المسلمين دفن النصراني الذي يموت بينهم(5). وقد أوصى أئمة أهل البيت ـ عليه السلام ـ بحسن السيرة مع أهل الكتاب، فعن الإمام محمد الباقر ـ عليه السلام ـ انه قال:(... وان جالسك يهودي فأحسن مجالسته)(6). وكان الإمام جعفر الصادق ـ عليه السلام ـ يروي سيرة من سبقه من الأئمة في علاقاتهم مع أهل الكتاب، فقد ذكر ان الإمام علي ـ عليه السلام ـ صاحب رجلا ذمياً في طريق، وحينما أرادا الافتراق شيعه الإمام ـ عليهم السلام ـ قبل المفارقة، فقال لـه الذمي، لم عدلت مع ؟ فقال عليه السلام:(هذا من تمام حسن الصحبة ان يشيع الرجل صاحبه هنيئة إذا فارقه، وكذلك أمرنا نبينا)، فقال الذمي:(لا جرم إنّما تبعه من تبعه لأفعاله الكريمة...)(7). وقد انعكست السيرة الحسنة للمسلمين على مواقف أهل الذمة، فكانوا عونا ___________________________ 1 ـ الكافي 2: 656. 2 ـ الكافي 2: 650. 3 ـ أحكام أهل الملل: 49. 4 ـ المصدر نفسه: 118. 5 ـ المصدر نفسه: 217. 6 ـ أمالي المفيد: 185. 7 ـ الكافي 2: 670.