ـ(289)ـ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مدخل: لقد خلق الله تعالى الإنسان في أحسن تقويم، وسخر لـه ما في السماوات وما في الأرض، وأرسل رسله وأنبياءه هداة ومبشرين ومنذرين، يدلون الناس إلى طريق الحق الذي يحقق لهم السعادة في الدنيا والفلاح في الآخرة. فالوحي الإلهي تكريم للإنسان، لأنه يهدف إلى ما فيه الخير لهذا الإنسان، وهو تفضيل لـه على سائر المخلوقات، فكرامة الإنسان من تكريم الخالق جل وعلا لـه، وهي أصيلة في الطبيعة البشرية، لا تكتسب لتوافر عناصر أو لتضافر عوامل أو لتواتر أسباب. ولم يكرم دين من الأديان بني آدم كما كرمهم الإسلام، على اختلاف أعراقهم والوانهم. قال الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ (كلكم لآدم وآدم من تراب) وقال أيضاً «لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي، ولا لأبيض على أسود، ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى» (1). ____________________________ 1 ـ رواه البخاري ومسلم، من خطبة الوداع.