ـ(267)ـ إن القرآن والسنة ظلا دوماً المنبع والمصدر لكل حقوق الإنسان وحرياته، وقد حفلت نصوصها بالمبادئ الإنسانية السامية لتلك الحقوق والحريات، وكان كل منهما مكملاً للآخر في تفصيل وتدقيق معجز رائع، وعلى هديهما سارت دولة الإسلام ومجتمعات المسلمين في مختلف العهود. وإن أروع مثل لدعوة إلى حقوق الإنسان وحرياته، ومدى ما بلغته من تقرير ورعاية في دين الإسلام، ولدى رسول الإسلام، هي خطبته في حجة الوداع، التي أبي عليه السلام إلاّ أن يضمنها آخر وصيته للمسلمين، يضمنها دعوته للحفاظ على تلك الحقوق، وصيانتها، والدفاع عنها. وسنجتزئ هنا بالكلام على حقين من الحقوق الأساسية هما: 1 ـ المساواة بين الناس. 2 ـ والكرامة الإنسانية. أولاً: المساواة بين الناس كان من بين الحقوق الأساسية التي شرعها الإسلام، وقررها للناس، وأوجب تطبيقها، والعمل بها، حق المساواة الذي يعتبر في شريعة الإسلام أساساً لعلاقات الناس فيما بينهم، ومظهراً من مظاهر العدالة الاجتماعية، وركيزة لكرامة الشخص، واعتبار قيمته الإنسانية. وقد اعتبر الإسلام مبدأ المساواة عقيدة أساسية يجب أن يدين بها المسلم، وأن يحرص عليها ويتصف بها، ويطبقها في حياته كلها، وجعل ذلك أساساً ومبدأ تقوم عليه حياة الناس فقال في القرآن الكريم: ? يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ