ـ(220)ـ ممزعة ومذاهب متنافسة وعصبيات متناحرة وخلافات متباينة؟ هذه الأمة لم تنظر إلى حالها ولم تراع مآلها، فأنى لها ان توجه الأمم؟! هذا الحال يجب ان لا يستمر لابد من الرجوع إلى المقاصد الإسلامية، إلى التوحيد والوحدة، حتى تنظم حركة العالم، فالعالم أعلن إفلاسه بعدما خذلته الشيوعية وتخذله الرأسمالية، ان قادة الشرق والغرب يتطلعون إلى الحل الإسلامي، والحل الإسلامي ـ وللأسف ـ تتجاذبه المذاهب وتتقطعه العصبيات. إننا نعرف ـ ونعترف ـ أن الطريق شاق والسبيل وعر وأمامنا اكدية واودية، وعلل وادواء، ولكن متى كانت العقبات مذلة لأصحاب الهمم العالية، إن الجيل الأول من دعاة الوحدة الإسلامية ـ المعاصرين ـ ينفون من الأرض ويمنعون من التبشير بمبادئهم النبيلة بين شعوبهم، وهذا أمر قد ولى واختفى، والنفوس اليوم أكثر تهيئا إلى هذه الوحدة لو طمست الأصوات المنكرة التي تدعو إلى هاوية العصبية. إننا نملك الإعلام والصحف وشبكات الاتصال المختلفة، علينا ان نبث خلالها الوعي بالوحدة الإسلامية، وان نثقف الجماهير الإسلامية بالخطوات العملية لهذه الوحدة. الأفلام والمسلسلات والبرامج والنشرات ينبغي ان تصب في الأهداف الإسلامية، وجب ان تحل محل المسخ الذي نراه ليلا ونهارا، هذا المسخ الذي صنعته الآلة الغربية ذات الوقود الفلسفي المادي، اننا نسأل أين البرامج الإسلامية النابعة من الحاجة الإسلامية، والتي تخدم الواقع الإسلامي المطلوب؟ ولماذا اصبح الفن مرتبطاً بالعهر والخمر والرقص؟ فمتى ترتقي أمة إلى أوج العز والسؤدد وهي منغمسة في حفيض التبذل والاستهتار بالأخلاق.