ـ(159)ـ والواقعية. هذا التداخل والتعدد في الخصائص لا يعني التنافر والتناقض، وإنّما يعني وجود قواعد عامة للخصائص الإسلامية يمكن ان يبني عليها المناهج الإسلامية المختلفة، فهي ضوابط واسعة المجال، يربطها رابط واحد وهو إلهية المصدر، يقول رائدها الأول سيد قطب:(هذه الخصائص تتعدد وتتوزع، ولكنها تتضام وتتجمع عند خاصية واحدة هي التي تنبثق منها وترجع إليها سائر الخصائص.. خاصية الربانية. انه تصور رباني، جاء من عند الله بكل خصائصه، وبكل مقوماته وتلقاه الإنسانية كاملا بخصائصه هذه ومقوماته، لا ليزيد عليه من عنده شيئاً، ولا لينقص كذلك منه شيئاً، ولكن ليتكيف هو به وليطبق مقتضياته في حياته)(1). إذا، فلماذا لا نكيف حياتنا مع المنهج الرباني ؟ ولماذا لا تستثمر هذه الخصائص في صالح الوحدة الإسلامية والالتقاء الإسلامي؟ فكما صيغ التصور الإسلامي بعقيدته وفكره بهذه الخصائص، وكذلك الشريعة والدعوة والمناهج، علينا ان نصوغ بها مقومات الوحدة الإسلامية، علينا ان نبحث في ضوء هذه الخصائص ما يؤدي إلى الوحدة الإسلامية من الكتاب العزيز والسنة المطهرة، وكل ما فيهما داع إلى الوحدة، منفر من الفرقة. يقول الحق جل وعلا: ?وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ _ وَلْتَكُن __________________________ 1 ـ خصائص التصور إسلامي، ص 40.