ـ(140)ـ ?وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ?(72). وهكذا يتحول العمل الصالح لصالح المجتمع ولصالح النفس في الوقت نفسه. ويكون المتاع الدنيوي المنحرف ظلماً وبغياً على النفس: ?فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ?(73). فالنفس تباع في الدين لله وللرسول وللمؤمنين ليعوض عنها بالجنة: ?إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ?(74). وما أكثر الآيات والأحاديث الواردة في هذا المعنى، وكلها تنتج هذا الحل الوحيد للمشكلة الاجتماعية المستعصية. فلا يبقى ـ والحال هذه ـ إلا طريق الإسلام المتوازن تماماً فحسب. وعندما نرد النظم الإسلامية الأخرى نجد الجانب الأخلاقي متجلياً فيها بمستوى أساس: فالنظام الاقتصادي الإسلامي يجسد الصفتين الآنفتين: (الأخلاقية والواقعية) تمام التجسيد في غاياته وفي وسائله. انه لا يضمن العامل لأنه أداة إنتاج إذا أصيبت أصيب الإنتاج نفسه، وإنما يضمنه لأنه إنسان قدر ان يعمل أم لا. وانه عندما يريد تقسيم الربح لا يجعل الإنسان إلى جانب الحجر وإنّما يعتبر أدوات الإنتاج خادمة للإنسان. وانه عندما يضع خطته التنظيمية يجعل (العدالة الاجتماعية) أحد اكبر الأهداف الاقتصادية للفرد والدولة ويعمل على تحقيق التوازن في مستوى المعيشة بين الأفراد، دونما توجيه أية ضربة للدوافع الذاتية، لتؤدي دورها الاقتصادي المطلوب. والنظام الحقوقي في الإسلام يسعى ليستلهم الحقوق الفطرية الإنسانية