ـ(128)ـ الله تعالى خالق البشرية، علم ان الإسلام هو دواؤها، فالذي يقف حجر عثرة في سبيل كمال الإنسانية ولا يرضى بالتسليم على الأقل للحكومة الإسلامية ويعمل على تقويض عملية انتشار الإسلام، مثل هذا الإنسان يعتبر جرثومة سارية للإنسانية جميعاً. نعم، لا يكره الإسلام على العقيدة إلا في حدود الإيمان بالله، ولكنه لن يدخر وسعاً في تعميم حكومته على الأرض فلن تصلح الأرض مع وجود مقاييس مختلفة وأهداف متوزعة. وإذا تم هذا نقول: ان حمل السيف ضروري في بعض الأحيان ولكنه فرق بين يد تحمل السيف لتحرير الإنسان من كل العبوديات المذلة لـه وتجعله عبدا لله فقط، ويد تحمله لأجل إذلاله واستغلال موارده وطاقاته. على أنه لا يفوتنا هنا ان نشير إلى ان أمما كثيرة أسلمت بواسطة التبليغ والدعوة. كما لا يفوتنا ان ننبه إلى ان المسلمين الأوائل كلهم اسلموا بالدعوة، وانه حتى الأراضي التي فتحت عنوة بقيت مسلمة حتى بعد زوال الضغط الإسلامي عنها، وغير ذلك. 5 ـ أسلوب الهجرة: وهو أيضاً أحد الأساليب المهمة التي اتبعها المسلمون للحصول على مكاسب كبرى في تاريخهم الأول، وقد تمت الهجرة أولا على صعيد محدود، وان كانت إلى بلد بعيد وهو الحبشة، ثم كانت على نطاق شامل إلى يثرب؛ اما الهجرة الأولى إلى الحبشة فقد حققت بعض الأهداف بنجاح، وذلك إنها: 1 ـ أنقذت بعض المسلمين من العذاب المر الشديد الذي كان قد يودي بحياتهم.