ـ(670)ـ شيء آخر مخالف بل ومباين في جميع مفاصله، فقد خدع هؤلاء بالشعارات والتقدم المادي والذي اصطلح عليه الغربيون أنفسهم بـ «وحش النمو» وعصر «القلق»(1). بيد أنا نجد شهادات الغربيين أنفسهم حول فضل الإسلام والمسلمين على الحضارة القائمة اليوم، بل ان اسلاف هؤلاء كانوا بهروا بحضارتنا وثقافتنا، فالملك (اوقا) ملك (مرسيه) (757 ـ 796 م) قد صك عملة نقدية ـ وهي محفوظة في المتحف البريطاني الآن ـ وقد نقل حرفيا كتاباتها وهي تقليد لدينار عربي ـ إسلامي ـ وظاهر في التاريخ الهجري (157 هـ) فقد وضع اسم الملك في وسط العملة تحيطه الكتابة العربية والتاريخ الهجري ويقول كريستي ان «دين العالم الغربي للإسلام في فن العمارة كبير في مجموعه» (2). ويشير (هاري شاپيرو) إلى دور الثقافات التي استولى عليها الغربيون في عصر الاكتشافات والاحتلال في بناء حضارته وازدهارها الحالي. وقد قدر (سيردوك) هذه الثقافة التي نقلت إلى الغرب بنحو ثلاث آلاف ثقافة متميزة بخصائص معينة كل على حدة وهي تعود إلى عصر الاكتشافات الذي افتتحه الملاحون البرتغاليون في القرن الخامس الميلادي والأوروبيون ينتشرون في كل نواحي العالم (3). وقد الفت كتب كثيرة حول تأثير الحضارة الإسلامية على الغرب (4). ________________________________ 1 ـ رينية دوبو، إنسانية الإنسان، طبع لبنان ـ ص 65. 2 ـ كريستي ارنولد ـ تراث الإسلام ـ ص 155. 3 ـ هاري شاپيرو، نظرات في الثقافة ـ ص 22. 4 ـ يراجع المستشرقة الألمانية زيغريد هونكه (شمس العرب تسطع على الغرب) وفريد وجدي (الإسلام في عصر العلم).