ـ(669)ـ الحواجز بين الأمة وعقيدتها الإسلامية، وإقصاء الإسلام عن الحياة العامة فكانت التجزئة والتبعية للاستكبار الأوروبي وتحكم إنسان الغرب في مقدرات الأمة الإسلامية، ومن ثم إقامة الكيان الصهيوني في فلسطين ومن بعده كان العدوان الثلاثي على مصر 1956، وكان القمع والاستبداد والطغيان، وكانت نكسة حزيران وحرب عام 1973 مع العدو الإسرائيلي واقتطاع جزءا من لبنان كحزام أمني للكيان الصهيوني وكانت الحرب ضد الجمهورية الإسلامية عام 1980 بدافع من القوى الاستكبارية ومن يدور في فلكهم في المنطقة لإطفاء نور الإسلام ويأبى الله إلا ان يتم نوره.. وهكذا تتابع الكوارث الويلات على العالم الإسلامي، والجزائر شاهد آخر وليس أخيرا من ثمار علمنة الدولة وشارة إلى فشل تلك الأنظمة وعدم انسجامها مع فكر وثقافة الأمة التي نشأت وترعرعت في ظلال رسالات السماء. فان كانت طبيعة المجتمع الأوروبي ساهمت في النجاح النسبي للعلمانية وسواها من الأفكار والمبادئ فإنّا لم نجد لها في وطننا الإسلامي مثل هذا النجاح، فالحكومات التي أقيمت بوساطة الاستعمار وهي بقية مما خلفه لنا يوم أجبرته الشعوب الإسلامية على الرحيل مكرها من أوطانها لم تأخذ بما أشاعه الغرب من الديمقراطية ـ التعددية في الحكم ـ أو المساواة أو حرية الرأي والعقيدة، بل قامت هذه الحكومات على أساس القمع والاضطهاد والدكتاتورية، كما لابد من الإشارة إلى ان إنسان الغرب يوم احتل أجزاءاً كثيرة من العالم الإسلامي لم يتعامل معه بما أشاعه أو بما دعت إليه الثورة الفرنسية، ولا المبادئ الوضعية التي حملها كثير من أبناء الأمة مقلدا المحتل لبلاده كضريبة تقدير لتفوقه وتقدمه... فشعارات الخطاب القومي العلمانية ومن قبله الغربي شيء والواقع التطبيقي