ـ(636)ـ شبهات أخرى: ويتوسل العلمانيون بشبهة أخرى مفادها: عدم صلاحية الشريعة الإسلامية لكل زمان ومكان فهي غير قادرة على مواكبة مستجدات الحياة يوماً بعد يوم رغم ما يحصل من الفقزات المادية في جميع الحقول العلمية، فالمجتهد مهما بلغ غير قادر على ملأ الفراغ في كل آن فان مدارك الأحكام معينة ومشخصة وليس لنا مصدر شرعي نستلهم منه المستجدات. ويوضع لنا الدكتور فؤاد زكريا ذلك الأمر فقال: «إن الإنسان جوهره التغير، فلا تصلح لـه شريعة جوهرها الثبات» (1). وتلك مغالطة مني بها الدكتور فان نصوص الشريعة الإسلامية جائت لتشمل ثلة عصرها من المؤمنين وتشمل الأجيال الآتية فان حلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة يدل على ان كل جيل يستقي من الشريعة وتكون الشريعة عون لـه في مستجدات حياته. مضافاً ان فتح باب الشريعة والاجتهاد على المجتهدين هو الذي يحرز لنا قسم كبير من الأحكام الجديدة فان باتساع أفق ذهن الفقيه يستطيع ان يواكب الزمن ويشهد لـه قول آل البيت عليهم السلام علينا إلقاء الأصول وعليكم بالتفريع فهناك أصول يمكن الفزع إليها عند المهمات. ويمكن إجابة أخرى على هذه المغالطة بالرجوع إلى أقوال النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال: اليوم أكملت لكم دينكم ـ على لسان القرآن الكريم ـ فدل كلامه صلى الله عليه وآله وسلم، على ان جميع الدين قد كمل وجميع الشرائع قد جاء بها. وبمقدمة أخرى نعرف انه ________________________________ 1 ـ راجع: الإسلام والعلمانية وجهاً لوجه ـ 146.