ـ(624)ـ 6 ـ وذهب «اميل ليتري» إلى ان الدين كان المرحلة الأولى من مراحل العق لو ان هذه المرحلة انقضت ولا ينبغي ان يكون لها رجعة(1). 7 ـ عارض «بنتام» سلطة الكنيسة في الدولة وعرف عنه العدوانية الشديدة في إنكاره للدين (2). ونستخلص انه في القرن التاسع عشر قد استمر الاتجاه نحو النزعة الإنسانية العلمانية وكان أبرزهم (اوغست كونت) الذي قال ان المرحلة اللاهوتية في حياة البشر تمثل المرحلة البدائية المعتمدة على الخيال وتفسير ظواهر الطبيعة لكائن فوق الطبيعة. والمرحلة الثانية هي منهج التفكير الميتافيزيقي أي ما وراء الطبيعة، ويعتمد على المفاهيم المجردة والمطلقة بينما النهج الوضعي هو المعبر عن المرحلة الثالثة التي تعتمد أسلوب البحث العلمي. وهناك (فيورباخ) الألماني الذي أثر على ماركس في نظرته السلبية إلى الدين وكان ملحداً ويقول: «ان محور الدين ليس الله بل الإنسان.. وان الدين من ابتكار الإنسان ونحن لانجد شيئاً كهذا عند الحيوانات... والصفات المميزة للطبيعة الإنسانية هي العقل والإرادة والمحبة، هذه الصفات في كمالها هي المطلق أي الحقيقة القصوى وما الله سوى وهم خلقه الإنسان لنفسه عندما سلط طبيعته على العالم الخارجي(3). وعندما أتى (ماركس) اعتبر فيورباخ لوثر الثاني من حيث تحرير الناس من ________________________________ 1 ـ تاريخ الفلسفة الحديثة ـ 370. 2 ـ الله في الفلسفة الحديثة ـ 401. 3 ـ انظر الدين والمجتمع: 94.