ـ(611)ـ تكتسح هذه النهضة الجيل الواعي حتى القرن العشرين. وقفة مع العلمانية في الغرب مجيء كل دين سماوي استتبع متطلبات من معتنقيه والمؤمنين به وكان هذا هو محط المشرع الأصلي عندما يبعث رسولا ولذلك نجاح كل دين لازم مدى موفقيته لإدارة المجتمع وكلما كان أعظم واقدر في إدارته المجتمع كتب لـه التوفيق أكثر. وبدون استثناء كانت جميع الأديان والملل السماوية شاملة لواقعها المعاش ولكن ما كتب لها ان تداوم مسيرتها ولذلك كان يبعث الشارع برسول آخر لتكميل المسيرة الإلهية. والدين المسيحي لم يحقق لـه ان ينشر تعاليمه بالكيفية المطلوبة وان بقت منه بعض التعاليم العبادية التي هي أيضاً لعبت بها اليد الخائنة وقضي الدين في مهده منذ أول نشئته. وإذا أخذنا جنبة المسيحية في المعاملات لوجدناها عقيمة في تلبية حاجات الأمة مع تقدمها يوماً بعد آخر ولم يستطع قساوسة الدين المسيحي ان يلبوا حاجات الأمة فلذلك أصبح من الطبيعي ان ترفض الدولة الغربية البشارة المسيحية وتغلق أبوابها أمام هذه الديانة رغم قيام نوع من الحكم سمي بالحكم (الثيوقراطي) الذي بمقتضاه حكم الدولة رجال الدين لعدة قرون هي قرون العصور الوسطى والتي سيطر وخيم الجهل والتخلف عليها وهي من أسوء عصور أوروبا. ولكن حكم رجال الدين لم يدم طويلا عندما تيقظ العقل الأوروبي في بداية