ـ(601)ـ الصغرى وتجريد هذه الشعوب من النير التركي يهيء لفرنسا أسباب التدخل في شؤون هذه المقاطعات كما تشغل من الناحية العسكرية الجيش التركي. وأما من الوجهة الأدبية فإنها تقود الجانب الأكبر من رعايانا المسلمين إلى اعتبار الترك كمعتدين على الأماكن المقدسة الإسلامية فيزداد تعلقهم بفرنسا لأنها تكافح الترك وحلفاءهم وتزيدهم إخلاصا لها، وبناء على هذه الاعتبارات قد يكون من المفيد العمل على تنمية الثورة العربية وصبغها بصبغة إسلامية»(1). وهذا يلاحظ من المنشور البريطاني الذي أصدر باسم الجيش البريطاني الزاحف إلى غزة، جاء فيه: «إلى جميع العرب وغيرهم من الضباط والرجال في الجيش العثماني، لقد سمعنا بكل أسف إنكم تحاربوننا نحن الذين نعمل من أجل صيانة الشريعة الإسلامية المقدسة من ان تتبدل» !! ـ دور بريطانيا في العلمانية والحركة القومية العربية: أما بريطانيا، فقد لعبت دورا كبيرا في نشأة العلمانية وانتشار القومية العربية، ويتوضح حجم هذا الدور من خلال ما سميت (بالثورة العربية الكبرى) عام 1916، إذ يقول لورانس موجه هذه الثورة: «لقد كنت أؤمن بالفكرة العربية إيمانا عميقا وكنت واثقا قبل ان احضر إلى الحجاز أنها هي الفكرة التي تمزق تركيا شذر مذر..!!».(2). وتحدث لمجموعة من رجال القلم في أواخر 1919 أثناء إثارة قضية فلسطين عالميا وتحويلها إلى وطن قومي لليهود قائلا: «إني أؤيد الصهيونية، إني اعتبر اليهود النقلة الطبيعيين للخميرة العربية ________________________________ 1 ـ الطائي ـ نجاح عطا ـ الفكر القومي إسلاميا وتاريخا ـ 1986 م طهران ـ ص 91. 2 ـ الطائي ـ نجاح عطا ـ الفكر القومي إسلاميا وتاريخا ـ 1986 م طهران ـ ص 89.