ـ(588)ـ سابعاً: رعاية الغرب لبعض الشخصيات وزرقها بالمفاهيم القومية. ثامناً: تسلل يهود (سلانيك) ـ الذين اسلموا ظاهراً ـ إلى مراكز السلطة ساعد كثيرا على تقويض قواعد الدولة الإسلامية. جاء في كتاب (إسرائيل الكبرى): ان يهود الباطن الذين عرفوا بطائفة الدونمة.. لعبوا على ما يبدو دورا بارزا في انقلاب تركيا الفتاة الذي جرى التخطيط لـه في عقر دارهم بمقاطعة سالونيكي (سالونيك)(1). تاسعاً: الهجمة الاستعمارية التي دامت عدة قرون كانت من أهم الأسباب التي أدت إلى تجزئة العالم الإسلامي وقيام دولة علمانية موالية لها. وهذه الهجمة تمثلت في اتجاهين: أ ـ الهجوم العسكري: الذي تمثل بسلسلة الحروب الصليبية، وان لم تحقق هذه الحروب الأهداف المرسومة لها إلا انها سببت متاعب كثيرة للدولة الإسلامية، خاصة في الجانب الاقتصادي. ب ـ الغزو الفكري: هذه الخطوة جاءت بعد فشل الاستعمار في هجومه العسكري، لذلك رأى الطريق الأمثل للسيطرة هو ان يتسلل إلى جسد ومركز الدولة الإسلامية عن طريق بث أفكاره ومخططاته، وهذا المحور اتخذ اتجاهين وهما: التبشير والاستشراق: والواقع ان هذين الاتجاهين يعتبران دعامة واحدة للاستعمار، حيث ان كلاهما دعوة إلى توهين القيم الإسلامية، والنيل من اللغة ________________________________ 1 ـ الطائي ـ نجاح عطا ـ الفكر القومي إسلاميا وتاريخيا ـ 1986 م طهران ـ ص 37.