ـ(578)ـ فيها، وهذا أمر ظاهر في مقارنة حال الذين يسلمون بحال الذين يتنصرون، وبهذا الخصوص قال الأستاذ (وسترمان): «حينما يعتنق الزنجي الإسلام فأنه يصبح حالا عضوا في هيئة اجتماعية أعلى (من تلك التي كان فيها من قبل) وهو يبلغ بسرعة إلى الشعور بالثقة بنفسه والى الشعور بمقامه، كما يشعر انه قد أصبح عضوا في منظمة منتشرة حول العالم كله، وكذلك تنشأ لـه صلات واضحة المعالم بالأوروبيين أنفسهم، الزنجي الذي كان يعيش في الأدغال محتقرا يصبح في الإسلام ذا مقام، ويجد ان الأوروبيين أنفسهم قد جعلوا ـ على الرغم منهم ـ يعاملونه باحترام. أما إذا انتقل الوثني (والزنجي) إلى الجماعة المسيحية، فالذي يحدث هو خلاف ذلك تماما»(1). وفوق ذلك لا يلاحظ الزنجي المتمدن بالمدينة الأوروبية، يبلغ تلك المساواة الاجتماعية التي يبلغه إياها الإسلام بطبيعة الحال.. وبما ان الأفريقيين لا يأملون أبدا ان ينالوا (بالنصرانية) مقاما اجتماعيا لمقام اجتماعيا لمقام إخوانهم في العقيدة من النصارى الأوروبيين، فقد نشأ فيهم من يروا في الإسلام الدين الوحيد للأفريقي الحديث. ________________________________ 1 ـ غارة تبشيرية جديدة ـ أبو هلال الإندونيسي.