ـ(577)ـ الظاهرة والمستترة ساعد أهل بيافرا بالمال والسلاح بغية الحفاظ عليها، إلا انها تساقطت ثمار خطتهم كما يتداعى صرح من ورق. حيث اصدرت الحكومة النيجيرية بعد سقوط بيافرا وضمها إلى أراضيها بيانا أعلنت فيه انه سيتم في أقرب فرصة ترحيل القساوسة والرهبان الأجانب الذين أدينوا بتهمة دخول البلاد بطريق غير قانوني ثم اشتركوا في التآمر الاستعماري ضد وحدة نيجيريا، وقد تم بالفعل نقل عدد كبير من هؤلاء إلى خارج البلاد. وهذه المحاولة التي قام بها الاستعمار في بيافرا من نيجيريا، قام بها في أماكن أخرى أيضاً وخاصة في جنوب السودان، الذي لا يزال قائما حتى يومنا هذا ، وقد قربت ان تعطي ثمارها الخبيثة إلى زارعيها إذا لم يسارع إلى اجتثاث جذور الفتنة بأقرب فرصة ممكنة.. خاصة وان جنوب السودان اتخذ طابعا عسكريا بعد الانقلاب الذي اطلح بنظام نميزي. ومما لاريب فيه ان العمل التبشيري في جميع صوره انكشف عن حقيقة مرة ـ لهم ولمناطق التبشير ـ حقيقة لا سبيل إلى إنكارها ولا إلى إنكار نتائجها، وهي ان التبشير قد جاء إلى البلاد التي نجح فيها كثيرا أو قليلا بالاستعمار وبالسيطرة الغربية وبالتحريض بين أبناء الوطن الواحد من غير ان يأتي بشيء من القيم الروحية. ولا شك في ان التمييز العنصري الذي تمارسه الحكومات البيضاء في افريقيا خاصة دليل واضح على ان التبشير قد سلب طوائف الناس أسمى ما تأتي به الأديان كلها؛ قد سلبها المساواة والحرية. كما ان المبشرين بالنصرانية لا يريدون نصارى من السود يساوونهم في المنزلة، ولكنهم يريدون أشخاصا يستخدمونهم في استغلال البلاد التي يبشرون