ـ(526)ـ وجل للبشرية لم ينزل للعقيدة أو العبادة فحسب ولا بياناً للشرائع والأنظمة، ولكنه يشمل ذلك كله. وما الظن بدين يقول فيه الخليفة الثاني وهو في المدينة المنورة عاصمة الخلافة آنذاك: لو أن سخلة بوادي الفرات أخذها الذئب لخشيت أن يُسأل عنها عمر. ويقول الخليفة الرابع الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: «أأقنع من نفسي بأن يقال أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره الدهر أو أكون لهم أسوة في جشوبة العيش». يريد بذلك أنه يساوي المساكين في العيش ليكون قدوة الأغنياء في الإحسان، وأسوة الفقراء في الصبر. هكذا هو الإسلام دين يجمع بين حث المسلمين على حلائل الأعمال من العبادات وبين إرشادهم إلى السعي إلى ما يقيمون به حياتهم الشخصية والاجتماعية وأوجب عليهم أن يحسنوا فيه، وأباح لهم من السياسة وأمرهم بأن يواسوا الناس بالعدل والإحسان، وأباح لهم الملك، وفرض عليهم أن يحسنوا المملكة دراية وتنظيماً. وفي الختام ونحن نستظل بظل مناسبة مولد سيّد الأولين والآخرين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أسأل الله العلي القدير أن يسدد خطا الأُمة بالإسلام ويوحد كلمتها.