ـ(525)ـ وما يقال عن الصلاة والحج يقال عن بقية العبادات بل يقال ما هو أكثر من ذلك. إذا ما القيمة التعبدية من إخراج الزكاة غير امتثال أوامر الله تعالى بإعطاء أصحاب الحقوق حقوقهم. وفي ذلك توطيد لعلاقة المحبة والقربـى والتواصل بين الغني والفقير من المسلمين، واختبار لأمانة المزكي في إيصال الحق إلى أهله. وتعطي الزكاة وكما قال عبدالله بن مسعود رضى الله عنه أوجز آية في كتاب الله قوله: ?إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ?(1). إن أي إنسان عاقل لو أمعن النظر فيما تعانيه البشرية اليوم لوجد أن مرد ذلك كله لممارسة الناس الفواحش وإتيانهم المنكرات وإذاقة البعض البعض الآخر الظلم والهوان. وخلاص البشرية مما تعانيه هو استبدال العدل الإلهي مكان الظلم البشري والأمر بالمعروف بدلاً من إتيان المنكرات. والحفاظ على الأخلاق والالتزام بالآداب بدلاً من ممارسة الفواحش. بعد هذا ألا يحق لكل مسلم أن يقول بأن هذه الآية الكريمة تصلح لأن تكون أساساً لميثاق أممي يغني البشرية في مضمونه عما تبتدعه من أنظمة وقوانين في ظاهرها العدل والمساواة وفي باطنها الظلم والتزوير والعدوان. ثم أليست ما تضمنه هذه الآية على إيجازها يعتبر فناً من فنون السياسة. أخلص إلى القول في نهاية هذا البحث المتواضع أن الدين الذي ارتضاه الله عز ________________________________ 1 ـ سورة النحل - آية: 90.