ـ(11)ـ والوسطية وطريقة الاعتدال، ومواكبته مع تطورات الأزمان والأعصار، وتفاعله مع الحالات والمستجدات. والأصل الثالث ـ وهو إنسانية الإسلام ـ يرافق كرامة الإنسان وشخصيته وحقوقه الفطرية وينفي كل ظلم وتعصب وإجحاف وتبعيض بين الأنام وكذا يرفض غلواء العنصرية والتفوق القومي، مع الاعتراف بحقوق الشعوب وثقافاتهم وتقاليدهم ما لم تمس روح الإسلام ولا تعارض الحق والعدل. وأما الأصلان الرابع والخامس ـ وهما الشمولية والخاتمية ـ فيتكفلان شمولية الإسلام لجميع عرصات الحياة، الفردية والاجتماعية والسياسية، وكذا تضمنان توحيد العبادة والقانون وتوحيد الحكومة والدستور وشموله لواجبات الإنسان في كل زمان ومكان إلى يوم القيامة. فالمسلمون متفقون بحمد الله في هذه الأصول، فلابد أن يتخذوها معيارا لشخصيتهم الإسلامية ولا يتجاوزوها في مذاهبهم مهما اختلفت في الفروع الجانبية، سواء في ناحية العقيدة كالمسائل التي جرت في الصفات وأفعال العباد ونحوها بين المعتزلة والإمامية والزيدية والاباضية من ناحية وبين أهل السنة والسلفية والأشعرية أو بين تلك الفرق نفسها من ناحية أخرى. أو على صعيد الشريعة كالمسائل الكثيرة في أبواب العبادات والمعاملات والمواريث والمناكح وغيرها، فإنها فروع نشأت عن أصول متفق عليها في كل باب والباعث للاختلاف هو الاجتهاد النابع من رؤى واستنباطات خاصة في فهم آية أو حديث أو توثيق متفاوت للأحاديث