ـ(499)ـ والحقيقة انهم لا ذنب لهم في هذا القصور ولا حيلة. لان النظرة المحيطة الشاملة التي تستوعب الشيء من جميع جوانبه. وتعرف كل احتياجاته وتدرك كل احتمالاته وتوقعاته لا يقدر عليها الارب البشر وخالق الكون. قال الله تعالى في سورة الملك آية 14. ?أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ? لذا وجدنا ان الإسلام أقام شؤون الدنيا كلها على أساس من الدين. واتخذ من الدين سنداً للدولة ووسيلة لضبط شؤون الحكم وتوجيه الحكام والمحكومين. لذلك جاءت مخاطبته للإنسان كله بعقله وروحه. مخاطبته الذات الإنسانية بكل مقدماتها وخصائصها. يخاطب العقل كما يخاطب الضمير والوجدان. ولا يقصر خطابه على ناحية معيّنة. قال الله تعالى في سورة سبأ آية 46. ?قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ?...الآية. وما دام الأمر هكذا كان لابد ان تتعرضه بشيء من التفصيل للجانب المتعلق ببحثنا ألا وهو جانب الدولة ـ السياسة ـ لنر كيف انها ركن أساس في نظام الإسلام لابد منه لإقامة شرع الله تعالى. وتنفيذه والسهر على أحكامه. فلقد كون للمسلمين وحده سياسية. وألف منهم دولة واحدة كان هو رئيسها وإمامها الأعظم، وكان لـه وظيفتان. 1 ـ التبليغ عن الله عز وجل. وقد انتهى هذا بوفاته عليه الصلاة والسلام وانقطاع الوحي. 2 ـ القيام على أسرته وتنفيذ شرعه وتوجيه سياسة الدولة في حدود الإسلام. وهذه مهمة الخلفاء من بعده ولذا عرّف هؤلاء الخلافة بقولهم: