ـ(595)ـ تبارك وتعالى. لأنه يعلم ان الإسلام يحكمه وينظم حياته من البداية حتى النهاية. ومن يافوخه إلى أخمص قدميه بدليل ان المرء لو استقرأ آيات الكتاب الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لوقف منها على بيان شافٍ وافٍ لكل شأن في الحياة سواء ما كان يخص الفرد في خاصة أمره وعلاقاته مع خالقه. وما يعم الجماعة مما يتصل بالسياسة والاقتصاد والاجتماع وتنظيم العلاقات مع سائر البشر... فالدين الذي ارتضاه الله عز وجل للبشرية لم ينزله للعقيدة أو العبادة فقط ولا بيانا للآداب والفضائل فحسب ولا بيانا للشرائع والأنظمة فقط. ولكنه يشمل ذلك كله. انظروا إلى قول الله تعالى في سورة الأنعام 151 ـ 153: ?قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ _ وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ _ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ?. جمع الله عز وجل سوراً تتعلق بعقيدة الفرد، محرم عليه الشرك بالله عز وجل وأموراً تتعلق بسلوكه الأخلاقي، فأمره بالإحسان إلى الوالدين وتجنب قتل أولاده، وتجنب اقتراف الفواحش خفيها وظاهرها. وأمورا تتعلق بمعاملاته مع الآخرين. فأمره بعدم مساس مال اليتيم إلا بما يعود عليه بالنفع حتى يبلغ أشده.