ـ(461)ـ علم الفقه (48). وبتطور العلوم وتراكم المعرفة وتقدم الحضارة وتشعب الاحتياجات ازدادت العلوم. وفي القرن الثامن وبتراكم التراث الحضاري أمام العلامة ابن خلدون (المتوفي سنة 808 ) أصبح أكثر وضوحا في ذهنه، فقسم جميع العلوم المعروفة في عصره إلى نوعين أساسيين كبيرين ينضم تحت كل نوع فروع كثيرة. فالأول العلوم الحكمية وهي: صنف طبيعي للإنسان يهتدي إليه بفكره ويهتدي بمداركه البشرية إلى موضوعاتها ومسائلها وانحاء براهينها ووجوه تعليمها حتى يقفه نظره ويحثه على الصواب من الخطأ فيها من حيث هو إنسان ذو فكر (49). والثاني العلوم النقلية الوضعية وهي كلها مستندة إلى الخبر عن الواضع الشرعي ولا مجال للعقل فيها إلا في إلحاق الفروع من مسائلها بالأصول لأن الجزئيات الحادثة المتعاقبة لا تندرج تحت النقل الكلي بمجرد وضعه فتحتاج إلى الإلحاق بوجه قياسي(50). ثم يستقرىء ابن خلدون العلوم التي تنظوي تحت هذين الصنفين الأساسيين فيذكر: في فصول متتالية: ـ في علوم القرآن من التفسير والقراءات (51). ـ علوم الحديث ـ علم الفقه وما يتبعه من الفرائض ـ علم الفرائض ـ أصول الفقه وما يتعلق به من الجدل والخلافيات ـ علم الكلام