ـ(7)ـ الحمد لله والسلام على رسول الله وعلى آله الأطهار وصحبه الأبرار. الكتاب الذي يراه القارئ بين يديه يضم مجموعة من المقالات العلمية باللغة العربية التي قدمت للمؤتمر العالمي العاشر للوحدة الإسلامية الذي أقامه المجمع للتقريب بين المذاهب الإسلامية بطهران في ربيع الأول سنة 1418 هـ ق باشتراك جمع من المفكرين والعلماء من 38 بلدا من بلدان العالم، وتناول واحدة من أكثر المسائل الإسلامية حساسية هو موضوع "الحكومة الإسلامية". ظاهرة الحكومة الإسلامية تستطيع أن تكون عامل قوة ووحدة وتضامن بين المسلمين وقاعدة هامة رصينة للمجتمع الإسلامي، كما أنها بإمكانها أن تتحول إلى عامل تمزيق المجتمع وضعفه ووهنه كما كانت في مقاطع كثيرة من تاريخ المسلمين مع الأسف. لقد كرّس المؤتمر بحوثه حول هذا الموضوع ليميط اللثام عن حقيقة كبرى هي إن الصورة المشوهة والقائمة التي تسود بعض الأذهان بشأن الحكومة الإسلامية إنّما هي نتيجة الممارسات الخاطئة التي شهدها التاريخ لهذه الظاهرة، وأن الصورة الصحيحة للحكم الإسلامي تستطيع من الناحية النظرية أن تكون الأطروحة البديلة للأنظمة الوضعية الحاكمة في العالم، وتستطيع من الناحية العملية أن تعيد للعالم الإسلامي عزّته وشخصيته وكرامته، وتنشله من الضياع والتخبط في خصم الصراع القائم في الساحة العالمية. لابد إذن من تظافر الجهود المخلصة بين علماء المذاهب الإسلامية لاكتشاف معالم الصورة الصحيحة للحكم الإسلامي، كي تكون هذه الصورة شاملة وقادرة على تعبئة كل الأمة بمختلف مذاهبها للسعي نحو تحقيقها في الواقع الراهن. ما ورد من روايات بشأن "الولاية" وأنه "ما نودي بشيء مثل ما نودي بالولاية" إنّما يعبر عن طبيعة الإسلام باعتباره دينا ودولة... عقيدة ونظاما... ولا يمكن الفصل بين الدين والحياة... ولو حدث الانفصال لما أمكن إقامة المجتمع الإسلامي الذي أراده الله وأراده رسول الله صلّى الله عليه وآله باعتباره الحاكم الأول للمسلمين. ما طلبه المجمع العالمي من الباحثين المشاركين في المؤتمر هو استخراج النظرية