ـ(625)ـ ـ وهل يختلف المسلمون في هذه المقاصد؟ ـ وإذا اختلفوا فلماذا لا يعودون باستخدام هذا الميزان؟ وقد تقول مجموعة من المذاهب بعدم جدوى محاولة توحيد المسلمين لقول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم في حديث "تفترق أمتي" ولفظة ,افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة: وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وتفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة(6). وقال ابن تيمية بأن الفرقة هم أهل السنة والجماعة وهم الجمهور الأكبر والسواد الأعظم. واستطرد قائلا أما الفرق الباقية فأنهم أهل الشذوذ والتفرق والبدع والأهواء، ولكن ابن تيمية رفض تحديد الفرقة الناجية قائلاً: أما تعيين هذه الفرقة فقد صنف الناس فيهم مصنفات وذكروهم في كتب، ولكن الجزم بأن هذه الفرقة الموصوفة إحدى الاثنين والسبعين. لابد لهم من دليل فأن الله حرم القول بلا علم عموما، وأيضاً فكثير من الناس يخبر عن هذه الفرق بحكم الظن والهوى فيجعل طائفته المنتسبة إلى متبوعة الموالية لـه هم أهل السنة ويجعل من خالفها هم أهل البدع، وهذا ضلال مبين، فأن أهل الحق والسنة لا يكون متبوعهم إلا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم الذي لا ينطق عن الهوى: "ان هو إلا وحي يوحى"(7). أما أنا فأرى ان الحديث لا يعني الفرق والمذاهب ولا الطرق الصوفية والمناهج الإصلاحية وإنّما يعني الفرق غير الإسلامية التي ارتدت بصورة واضحة عند الإسلام بأدائها واتبعت ذلك بالقول أو العكس. والدليل على ذلك هو ان الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم قد أرسل إلى الناس كافة