ـ(573)ـ P في البداية نطرح هذه المسألة ونقول ما هي الصفات التي لابدّ من توفرها في ولى أمر المسلمين حاكمهم الأعلى وزعيمهم المطلق وهو الرجل الذي تجتمع عنده جميع الصلاحيات وتلتقي عنده جميع السلطات وبيده تسيير جميع أمور الدولة مع الاقتدار التام والسلطة المطلقة في قالبية التصرف والمحددة بالقانون الإلهي. جاء الإسلام إلى العالم والأرض تحكم بغلبة أو وراثة وعهد من السابق ومرجع الثانية إلى الأولى في واقع الحال. جاء الإسلام بنظم ومناهج لم تتعارفها الدنيا بل لم يتهيأ لـه المجال لتطبيق مفرداتها بيهئاتها إلى يوم الناس هذا أي بتلك الصيغة الأساسية التي حددها المولى سبحانه. ارتأت الدنيا أن تختار لنفهسا بمناى عن أنبياء الله ورسله وتشريعاته فما ذا اختارت؟ البعض يرى الحكم هبة لأناس تنتمى لاعراق نبيلة ولهم أن يحكموا كما شاؤوا ويتمتعوا بما أرادوا وعلى الناس السمع والطاعة. وبعض يعطي الحق لمن تغلّب فلا حسيب ولا رقيب. وبعض ارتأى ان أمر الأمم بيد أشخاص وعليهم الاختيار وعلى الناس التسليم.