ـ(553)ـ P أيّها الاخوة المؤتمرون.. نعلم وتعلمون ان البعثة النبوية التي منّ بها الله سبحانه وتعالى على العالم أجمع رغم السنوات القصيرة ـ التي تميزت بالعطاء والجهاد من الرسول الأعظم وأصحابه الميامين الطاهرين، فقد شكلت هذه البعثة انعطافاً رهيباً وتحولاً كبيراً في حياة البشرية بعد هبوط الخط البياني للأديان السابقة وتراخى تأثيرها على الاتباع. وكانت الجاهلية سيدة الموقف في البدو والحضر. ومصادر القرار كانت تنحصر في ثلاث مراكز معلومة أركانها الأساسية اليهود بما يمتلكونه من طرح عقائدي وفكري يستند إلى ثروات طائلة كبيرة والصليبيون بما يشكلون من قوة مادية ضخمة تمتد مفاصلها ومراكزها المؤثرة إلى أبعد الحدود، وأصحاب الثروة والجاه المتنفذين والمتحكمين في مصائر الناس. وبالتالي فان الضوابط الأخلاقية والمبادئ العرفية والروحية والاجتماعية كانت تتحكم بها تلك المراكز وفق أهواء قادتها ومزاجيتهم.