ـ(483)ـ الذي نحن بصدده هو الوحيد القادر على ان يغطي هذه المساهمة أو يراهن على تقديمها عبر ثلاثة رهانات أساسية تشكل بمجملها وعدم الفصل بينها مشروعاً حضارياً جديداً قادراً على تجاوز الأزمة الحاضرة والإجابة على أسئلتها. الرهان الأول: هو إعادة الهوية الأصيلة للمجتمعات الإسلامية وتعيين شبكات التواصل والتفاعل والتراحم بينها في مواجهة حالات التمزق والانكسار والانهزامية التي تعانيها، ويتم ذلك عبر أحياء التراث الإسلامي والرجوع إلى أصالة الأمة كمصدر أساس لتثبيت الذات وتنيمتها وتأصيلها. هذه العودة توفر أرضية(الأمن) العام للجماعة في قبال الخوف العام الذي أنتجته الأزمة، وتوفر التكتل المطلوب، إزاء القوة القمعية التي انتهجتها النخب الحاكمة وليحصل التوازن المطلوب الذي يؤهل المشروع للانطلاق إلى الرهان الثاني. الرهان الثاني: هو تأسيس الحكومة وتوحيد الإرادة الجماعية على أساس القيم والمعايير الدينية، أي إقامة الحكومة الإسلامية وبناء نظامها السياسي وتجديد النخب الحاكمة والقيادات الاجتماعية وتحديد شرعية وجودها وحدود صلاحياتها وفق نفس تلك القيم. وهو ما يوفر ثاني العناصر المطلوبة في مواجهة الأزمة، وهو سيادة(العدل) في قبال شيوع المحاباة والمحسوبيات. الوجاهات الزائفة والاستحقاقات الظالمة. الرهان الثالث: وهو إيجاد وتنمية المبدأ الأخلاقي في روح الجماعة الإسلامية وتطوير فرصه، من خلال تطبيق الشريعة الإسلامية والالتزام بزواجرها ونواهيها. وهو ما يوفر العنصر الثالث الذي تنشده الأزمة وهو فقدان(الأخلاق)، أخلاق التضحية والإيثار والمحبة في مقابل سلوك النفعية والابتذال والتهافت. أذن لما كانت الأزمة هي فقدان الأمن جرّاء فقدان الهوية، وفقدان العدل بسبب فقدان النظام العادل، وفقدان الأخلاق عبر فقدان أو تسويف المبدأ الصالح. فإن