ـ(469)ـ P أولاً: ضرورة الحكومة للتجمع البشري تكاد تجمع الدراسات التاريخية على أن الحكومة والدولة كظاهرة تاريخية وسياسية، هي ظاهرة متأخرة على الوجود الإنساني، إذ لم تكن لتوجد في الأيام الأولي من عمر الإنسان، ولا في حياة المجتمعات البدائية ?وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُواْ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ?(1). بيد ان هذه المجتمعات ما ان وصلت إلى درجة معينة من الاجتماع وتطور الحاجات وتفاوت القابليات الذهنية وتداخلها ـ المؤدية بطبيعتها إلى تعدد المصالح واختلاف الرؤى ـ حتى لم يعد بإمكانها الاستمرار بالاعتماد على العفوية والتلقائية. التي كانت سائدة فيها لتنظيم شؤونها الاجتماعية وترتيب علاقاتها الإنتاجية والحقوقية، فظهرت الحاجة إلى وجود الحكومة والدولة بما تنطوي عليه من قوانين محددة وضوابط مشخصة تعمل على تسيير وتيسير الحركة الاجتماعية وحل اختلافاتها. ___________________________ 1 ـ سورة يونس: 19.