ـ(31)ـ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً?(سورة الإسراء) فالله هدى الإنسان وعرفه بحقوقه عن طريق الأنبياء والرسل والكتب السماوية لأنه العليم بتحديد حقوق خلقه وقبل ان نطلع على المواثيق الدولية علينا أولا أن ننظر في كتاب الله الحكيم لما أقر فيه من الحقوق الأساسية. حق الحياة وحرمة الإنسان قد حرم الله تعالى انتهاك حرمة الإنسان وإلغاء حياته إذ تقول الآية ?أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاء تْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ?(سورة المائدة 32). ويقول الرسول الكريم صلّى الله عليه وآله عن الموبقات السبع: الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله تعالى إلا بالحق... حق المعاملة المتساوية بغض النظر عن الجنس أو العرق أو اللون أو الأصل.. لقد أكد القرآن على مبدأ تساوي كافة النوع الإنساني أيما تأكيد لأفضل لإنسان على الآخر إلا بالأخلاق والإيمان بالله الآية ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ?(الحجرات 13).. ان أصل الإنسانية واحد واختلاف الألوان والألسنة والأجناس إلا آيات وتنوع لأصل واحد وان الله أوجد هذا الاختلاف بين الشعوب للتعارف ولو كان بنو الإنسان على لون واحد وشكل واحد ولسان واحد لمات التنفاس بينهم وماتت الهمة وما أمكن التمييز بينهم ولذلك خلقهم وكلهم من تراب إذ لا تفاخر ولا تعالي كما يقول الرسول الكريم صلّى الله عليه وآله "لا فضل لعربي علي أعجمي ولا أعجمي على عربي ولا أحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى ولا فضل للأنساب".