ـ(30)ـ ان الحرية في الفكر الإسلامي أمانة ومسؤولية كبرى روعى فيها كامل الحق والالتزام به والفناء فيه وان الحرية فطرة سليمة تتماشى مع العقيدة السليمة وهي بالمعنى الأخلاقي ممارسة إيجابية الفعل الواجب طوعاً والحض عن المعروف والنهي عن المنكر فليست الحرية عند المسلمين كما يقول الفيلسوف البريطاني رسل "بأنها غياب الحواجز أمام تحقيق الرغبات "لكن كامل الحرية عند المسلمين هي قمة العبودية لله رب العالمين وليست هي إباحة أو انتهاك للعرض أو إلغاء للعقل مناط التكليف. الإسلام والحريات الأساسية إن الحريات الأساسية وحقوق الإنسان ليست شيئاً جديداً ليعرف على المسلمين والذين يتشدقون باللفظ الآن هم الذين يريدون ان يستروا سوءاتهم بعبارات للاستهلاك دون فعل وكلمات حق يريدون بها باطل. ان حقوق الإنسان أو الحقوق الطبيعية أو الحقوق الأساسية عبارات استعملها السياسيون وفقهاء القانون للتدليل في مختلف الأزمان على مجموعة متكاملة من المبادئ والقيم التي ربما تباينت سعة وضيقاً وتأثيراً في واقع الحياة... هذه القيم تنطلق من مرتكز أساسي واحد هو الإنسان بوصفه إنساناً ـ بصرف النظر عن شكله أو لونه أو جنسه أو ديانته أو مهنته الاجتماعية ـ حقوقاً أو حرمات معينة يجب على جميع الناس والمجتمعات والحكومات بل المجتمع الدولي بأسره أن ترعاها وتحافظ عليها ومن نوافل الكلم أن رعاية حقوق الإنسان والحفاظ عليها والحيلولة بينها وبين أن تهدر أو تنتهك إضافة إلى قيمتها الخلقية. وان الله قد خلق الإنسان وكرمه واسجد له ملائكته وفضله على كثير من خلقه الآية من ?وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ