ـ(255)ـ منابع القدرة في الدولة الإسلامية: وهو بحث في القدرات الهائلة التي تتميز بها الدولة الإسلامية في مجال التطوير الحضاري للأُمة والقضاء على أوضاع التخلف(1)، والنهوض بها لأداء دورها الرسالي العالمي. ان الدولة الإسلامية تارة تدرس بما هي ضرورة شرعية وتجسيداً لدور الإنسان في خلافة الله، وأخرى تدرس على ضوء هذه الحقيقة ولكن من ناحية معطياتها الحضارية العظيمة وقدراتها الهائلة التي تميز بها عن أي تجربة اجتماعية أخرى. فدراسة الدولة الإسلامية على ضوء تلك الحقيقتين المنهج الوحيد الذي يمكنه تفجير طاقات الإنسان في العالم الإسلامي والارتفاع به إلى مركزه الطبيعي على صعيد الحضارة الإنسانية وإنقاذه مما يعانيه من مظاهر التشتت والتبعية والضياع(2) التي زامنت مظاهر السيطرة والتبعية السياسية والفكرية التي سبقت بالاحتلال العسكري للعالم الإسلامي وتجزئته وترسيم حدود تفصل أقطاره عن بعضها بلحاظ ان لكل قطر من الأقطار نظاما في الحكم يمتاز عن غيره وان كان قاسمها المشترك التبعية للاستكبار الغربي. فتأسس على ضوء ذلك القهر السياسي والاستبداد الذي كان مظهره الحكومات العسكرية المتعاقبة في معظم بلدان العالم الإسلامي حيث لا مدلول في قاموسهم السياسي والأخلاقي، لكرامة الإنسان وحريته الفكرية والاجتماعية فضلا عن السياسة المختزلة فغيبت إرادة الإنسان وكيانه باستبعاد المبادئ الإسلامية عن ممارسة دورها في حياة الإنسان المسلم، وبالتالي فقد الإنسان المسلم هدفه الأكبر في الحياة وانعكس ___________________________ 1ـ محمد المبارك، نظام الإسلام، الحكم والدولة، ص 23 منظمة الأعلام الإسلامي، إيران - 1404 هـ. 2ـ الصدر، السيد الشهيد محمد باقر t الإسلام يقود الحياة الإرشاد الإسلامي ص 175.