ـ(249)ـ P تمهيد: ان دراسة الدولة الإسلامية المباركة بقدراتها الحضارية والرسالية تستلزم ارتكاز جملة من الأمور التي تقع في دائرة اقرب إلى اليقين منه إلى التكّهن فيما إذا اعتمد الباحث والدارس التجربة الرائدة ـ الدولة النبوية المباركة ـ كمثال يحتذي وحيث قد تم فيها وضع الأسس والصياغات الأولى لهذه الدولة وآلياتها ومنهاج تحركها وتعاملها داخليا وخارجياً، ومن ثم التجربة الإسلامية لفترة الخلافة الراشدة التي امتدت حتى الصلح الذي فرضته ظروف قاهرة على الإمام الحسن عليه السلام لتكون تلك الخلافة كرة يتلاقفها صبيان بني أمية الذين أشربوا الروح الجاهلية وملؤوا أحقادا وأضغاناً(1) على الرسالة والمسلمين على طول فترتهم التي ساموا الناس الذل فيها والتي امتدت من سنة 41 هـ ـ 132 هـ حيث قيام دولة أخرى لا تقل عتوا عنها ان لم تكن تجاوزت حدودها في كثير من مفاصل السلطة الغاشمة أو التحكم الطاغوتي في حياة الأمة الإسلامية. ___________________________ 1ـ سيد قطب، العدالة الاجتماعية في الإسلام، طبع لجنة الجامعين، مصر بدون تاريخ ص 183ـ 190.