ـ(217)ـ يصلّي على رئيس المنافقين: (... فلمّا وقف عليه يريد الصلاة تحوّلت حتى قمت فقلت: يا رسول الله، أتصلّي على عدو الله... ورسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم يبتسم حتى إذا أكثرت قال: يا عمر أخّر عنّي إنّي قد خُيّرت فاخترت)(1). وحينما وزّع الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم الغنائم اعترض عليه ذو الخويصرة باعتراض أساء فيه الأدب وقال:(يا محمد أعدل)، فلم يجبه الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم إلاّ بالقول:(ويلك ومن يعدل إذا لم أكن أعدل لقد خبت وخسرت إذا لم أكن أعدل)(2). واعترض بعض الصحابة على أبي بكر لاستخلافه عمر بن الخطاب، ففسح لهم المجال في الاعتراض(3). وحينما خرج البعض على عليّ بن أبي طالب سمح لهم بإبداء وجهات نظرهم وترك لهم حرية الرأي والقول وكان يقول:(أن لا نمنعهم المساجد أن يذكروا الله فيها، وأن لا نمنعهم الفيء ما دامت أيديهم مع أيدينا، وأن لا نقاتلهم حتى يقاتلونا)(4). ومنح الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم الحرية لأصحابه في مجال التنفيذ في حدود لا تؤثر سلباً على سير الأحداث فحينما دعا صلّى الله عليه وآله وسلم عمر بن الخطاب ليبعثه إلى مكة قبل صلح الحديبية قال عمر:(يا رسول الله إنّي أخاف قريشاً على نفسي وليس بمكة من بني عدي أحد يمنعني... ولكنّي أدلك على رجل أعزّ بها منّي عثمان بن عفان)(5)، فلم يكرهه الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم على تنفيذ الأمر الصادر إليه. ___________________________ 1ـ سيرة ابن هشام 4: 197. 2ـ سيرة ابن كثير 3: 687. 3ـ تاريخ الإسلام 116، الذهبي، دار الكتاب العربي 1407 هـ ط 1. 4ـ الأموال 245، أبو عبيد، دار الكتب العلمية 1406 هـ ط 1. 5ـ سيرة ابن كثير 3: 318.