ـ(210)ـ ومن أهم واجبات الحاكم أن يتقيّد بالشريعة الإسلامية في الحكم بين الناس قال تعالى:? إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا?(2). الواجبات السياسية: أولاً : استشارة أصحاب الاختصاص: أمر الله تعالى رسوله صلّى الله عليه وآله وسلم بالشورى فقال: ?... وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ?(3). لا نريد أن ندخل في حقيقة الشورى هل هي واجبة على الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم أم مندوبة أم مباحة، فالقضية محل خلاف بين الفقهاء سواء كانوا منتمين إلى مذهب واحد أم مذاهب متعددة، ولكنّنا ننظر إلى الواقع العملي فانّ الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم كان كثير الاستشارة لأصحاب الاختصاص لتطييب خواطرهم وتوثيق العلاقة بينه وبينهم وبناء الشخصية الإسلامية، وان كان في الواقع غير محتاج لآرائهم لارتباطه بالله تعالى المسدّد والمقوّم لـه كما ورد عنه صلّى الله عليه وآله وسلم انّه قال: (أما أنّ الله ورسوله لغنيّان عنها، ولكن جعلها الله رحمة لأمّتي، فمن استشار منهم لم يعدم رشداً)(4). ___________________________ 1ـ سورة الحج: الآية 41. 2ـ سورة النساء: 105. 3ـ سورة آل عمران: 159. 4ـ الدر المنثور 2: 90، السيوطي، دار المعرفة ببيروت 1979 م.