ـ(208)ـ بعد أن كانت مسطورة في الكتب، ومن هذه المفاهيم: الحاكم والحكومة الإسلامية، والتي أوجب فقهاء المسلمين قيامها، فأصبحت قائمة على أرض الواقع، منذ ثمانية عشر عاماً، ومن خلال هذه التجربة الجديدة مضافاً إلى ما أوردته ثقافتنا الإسلامية من مفاهيم حول الحاكم والحكومة نستطيع أن نضع الأسس والقواعد العامة المرتبطة بالحاكم الإسلامي، وفقاً لأدبيات التقريب التي نهض بها جمع من علماء الشيعة والسنّة في السنوات التي سبقت قيام الجمهورية الإسلامية، وتوجت الجمهورية الإسلامية ذلك المشروع المبارك بعقد عشر مؤتمرات للتقريب بين المذاهب الإسلامية، وفي بحثنا هذا نعتمد على الروايات المشتركة بين المذاهب وعلى بعضها التي انفرد بها هذا المذهب أو ذاك بما يُرسي دعائم التقريب، وتركّز على دلالة الرواية مع التساهل في سندها للاختلاف في التعديل والتجريح المعتمد في كل مذهب، فتعتمد على الروايات التي تنهض كدليل أو مؤيد أو شاهد على الأسس التي نتبنّاها، إضافة إلى ما قام به السلف الصالح من أعمال ونشاطات في مجال الحكم لم تواجه اعتراضاً من قبل كبار الصحابة في ظروف كانت لهم القدرة فيها على الاعتراض، فمصادرنا في البحث هو القرآن الكريم وسنّة رسول الله وسيرة السلف الصالح وآراء أئمة الحديث والفقهاء، لتضع صورة واضحة المعالم عن واجبات وحقوق الحاكم الإسلامي في مرحلتنا الراهنة بتوسعة المفاهيم المطروحة في المراحل الأولى للدعوة الإسلامية وان كانت مختصة بأفراد معينين فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص المورد، ونسأل الله تعالى أن يوحد صفوفنا ويجمع كلمتنا في إطار الأهداف الإسلامية الكبرى لنتعامل مع الفواصل الجزئية في حدودها في مرحلة تكالبت علينا جميع الدول الاستكبارية للحيلولة دون وحدتنا وتقاربنا، فبالوحدة نحقق أهدافنا بأسرع وقت وبأقل التكاليف لنعيد مجد الإسلام وعزة المسلمين في عصر الصحوة الإسلامية والنهوض الحضاري المرتقب.