ـ(176)ـ وانطبقت عليهم نصراً، عندما ألحقوا بالمشركين(بقريش) الهزيمة في(بدر) حيث قال تعالى: ?ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ $ كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ $ ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ?(سورة الأنفال 51 ـ 53). القانون الذي انطبق على الفراعنة منذ عشرين قرنا انطبق على المشركين. ?... إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ?(سورة يونس: 81). ?... إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ?(سورة الرعد:11). إن تعطيل قانون السببية بشيوع فلسفة الجبر من جهة والتي أدت إلى أن ساد التواكل واضمحلت الفاعلية، والى شيوع عقيدة القدر من جهة ثانية بحيث أخذ المسلمون ينظرون إلى أنفسهم على أنهم ريشة في مهب الريح، يدعونا اليوم إلى إدراك سنن الله في الكون وحسن تسخيرها والانتقال من موقع الانفعال المجرد إلى موقع الفعل. وهذا الإدراك هو واحد من أسباب قيام الوحدة الإسلامية. هل لأحد من الناس أن يلزم الناس بما عنده؟ وبعبارة أوضح: هل ما يصل إليه الإنسان باجتهاده هو رأى، أم دين مقدس؟ ـ وإذا كان هذا الاجتهاد هو رأى. فهل هذا الرأي معّرض للخطأ والصواب؟ ـ وإذا كان هذا الرأي معرضا للخطأ والصواب، فإنه يمثل فهم شخص، وقد يفهم آخر من خلال ما يتمتع به من الإمكانية والموهبة والكسب المعرفي أو النظر فهما آخر. وعلى هذا يمكن اعتبار الآراء في النصوص التي تقبل الاجتهاد ضمن إطار إغناء الرؤية القرآنية. وبذلك نخلص من مطاردة التحريم، والتكفير، والتخطيء. وهذه