ـ(160)ـ صفات حكام السوء وإنشاده في حكام السوء أكثر، لأنه أقدر على مخاطبة عواطف الأمة المسحوقة تحت وطأة هؤلاء الحكام، ولذلك تكثر هاشمياته من ذكر سيئاتهم، وتعسفهم، وظلمهم وكل هذه الصفات تلقي الضوء من جهة أخرى على مفهوم الحاكم الصالح لدى الشاعر. يصف الساسة المتحكمون في زمانه بأنهم: 1ـ يستهينون بالناس، ولا يرون لافراد الأمة عزة وكرامة، بل يسوقونهم كما تساق الأنعام، فهو حين يتحدث عن "الساسة" الحقيقيين، يقارنهم بالساسة الحاكمين فيقول: ساسة لا كمن يرعى الناس $$$ سواء ورعية الأنعام لا كعبد المليك أو كوليد $$$ أو كسليمان بعد أو كهشام رأيه فيهم كرأي ذوي الثلة في الثائجات جنح الظلام جز ذي الصوف وانتقاء لذي المخة نعقا ودعدعا بالبهام 2ـ يمتصون دماء الناس، ويستأثرون بالأموال لأنفسهم دون أي اهتمام بمعاناة الفقراء يقول: تحل دماء المسلمين لديهم $$$ ويحرم طلع النخلة المتهدّل وليس لنا في الفيء حظ لديهم $$$ وليس لنا في رحلة الناس ارحل فيارب هل إلا بك النصر يرتجى $$$ عليهم وهل إلا عليك المعول فلا يشبع من الناس إلا من ركن إلى هؤلاء الحكام الظلمة، وليس مصير من ينحاز عنهم إلا الجوع، ويعبر عن هذه الحقيقة فيقول: فكيف ومن إني وإذ نحن خلفة $$$ فريقان شتى تسمنون ونهزل ويقول: أجاع الله من أشبعتموه $$$ وأشبع من بجوركم أجيعا